علميًّا.. تبلغ فترة المراهقة من 7 إلى 10 سنوات، وهي الفترة التي تحدث فيها تغيرات نفسية وعقلية وجسدية للمراهق، وهي تبدأ في مصر مثلاً في سن 12 سنةً للذكور، و11 سنةً للإناث، أي حسب نظام التعليم المصري فهي تبدأ من بداية المرحلة الإعدادية تقريبًا.
والسؤال..
إذا كانت مرحلة المراهقة تبدأ من المرحلة الإعدادية، فلماذا تنصب كل برامج مرحلة المراهقة على مرحلة التعليم الثانوي فقط؟ صحيح أنها تشتد وتصبح عنيفة في هذه المرحلة من سن 15 إلى سن 18 سنة، ولكن هل من الحكمة أن ندخل غمار المعركة وهي في عنفوانها دون تمهيد مسبق لها؟! وإذا أضفنا إلى ذلك نظام التعليم المصري الذي يطبِّق نظام الثانوية العامة على عامين تصبح فرصة المشرف للتعامل مع المراهقين- حسب منهج علمي يحتاج لزمن ليس قصيرًا- هي سنة واحدة فقط، فإن لم ينجح معه تتضاءل فرصة النجاح بل والتعامل معه في العامين القادمين.
وفي برامج الأشبال لا يتم التعامل في المرحلة الإعدادية على أنها بداية مرحلة المراهقة، وفي أحيان يتم التعامل معها على أنها مرحلة الطفولة، وهو ما يعني التعامل مع مرحلة بمنهج مرحلة أخرى.
وربما تمَّت الإشارة من بعيد على أن المرحلة الإعدادية تمثِّل بالفعل بداية مرحلة المراهقة، إلا أن برامج الأشبال لا تتناول هذا الأمر بجدية تشعر معها أنها بداية مرحلة خطيرة ومهمة في الدعوة، وهو سبب قوي جدًّا يجعل الطلبة تتسرب من بين أيدي المشرفين في المرحلة الإعدادية، وما يتبقى منهم يصل إلى مشرفي ثانوي مهلهلاً غير معد لمرحلة جديدة من المفترض أنها الأعنف في تاريخ الطالب أو المراهق، ليجد المشرف نفسه مضطرًا لأن يبدأ من جديدٍ في فترة زمنية غاية في الضيق والحرج، والنتيجة جهد كبير ونتيجة ضعيفة.
أرى أنه يجب تعديل النظرة إلى فترة مرحلة المراهقة لتشمل معها المرحلة الإعدادية، على أن يعيَ مشرف الإعدادي ذلك جيدًا، ويفهم أنه مسئول عن تسليم المراهق إلى مشرف ثانوي وقد تخطَّى مرحلة معينة لتتكامل الأدوار ولا يضيع الجهد هباءً منثورًا.
أو أن تنضم المرحلة الإعدادية للمرحلة الثانوية وتصبح مرحلة واحدة بلجنة واحدة تسمَّى لجنة المراهقة (افتراضًا)، أو أن تنضم السنة الأخيرة على الأقل من التعليم الإعدادي إلى مشرف ثانوي ليتسع له الوقت قليلاً للتعامل مع هذه المرحلة في أعنف فتراتها.
